أكملت الفرق المختصة في محطات براكة، بعد 324 يوماً من التشغيل التجاري المتواصل للمحطة الثانية، عملية إعادة تزويد مفاعل المحطة بالوقود وعمليات صيانة مختلفة في الوقت المحدد، وكما هو مقرر ومخطط سلفاً، حيث تتم هذه العملية كل 12 أو 24 شهراً، طبقاً للمحطة. وأفاد بيان صادر أمس، بأن هذه العملية تضمنت وقف عمل المفاعل، وتنفيذ أكثر من 8000 عملية صيانة مخطط لها مسبقاً، واستبدال نحو ثلث حزم الوقود في قلب المفاعل، مع فحص الوقود المتبقي، لضمان عمليات تشغيلية وفق أعلى المعايير.
إنتاج الكهرباء
وبعد إتمام العملية، تمت إعادة تشغيل المحطة الثانية بشكل تجاري، لتعمل بكامل طاقتها لمدة عام آخر على الأقل من دون انبعاثات كربونية.وخلال إجراء هذه العملية في المحطة الثانية، واصلت المحطتان الأولى والثالثة إنتاج الكهرباء تجارياً وبشكل اعتيادي، لضمان توفير الكهرباء الصديقة للبيئة للمنازل وقطاعات الأعمال في الدولة.واستفادت فرق العمل المتخصصة في براكة من إتمام عملية إعادة التزود بالوقود والصيانة في المحطة الأولى العام الماضي، وامتلكت خبرات تشغيلية مهمة لإتمام هذه العملية في المحطة الثانية على أكمل وجه، حيث تواصل هذه الفرق التي تقودها الكفاءات الإماراتية التعلم والبناء على الخبرات المكتسبة من إجراء عملية إعادة التزود بالوقود والصيانة على نحو آمن، ووفق أعلى مستويات الكفاءة واليسر، إلى جانب تطوير خبرات كبيرة وفريدة من نوعها.
البصمة الكربونية
ومنذ بدء تشغيلها على نحو تجاري في مارس 2022، أنتجت المحطة الثانية ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي 10.402 غيغاواط في الساعة من الكهرباء الصديقة للبيئة، وحدّت من أكثر من 5000 كيلوطن من الانبعاثات الكربونية، وهو ما يغطي نسبة كبيرة من الاحتياجات المتزايدة من الكهرباء في كل من إمارة أبوظبي ودولة الإمارات ككل، ويعزز عملية خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة على نحو واسع، إلى جانب تسريع مسيرة الدولة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050. وفور تشغيلها بالكامل، ستنتج محطات براكة الأربع ما يصل إلى 5600 ميغاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة، أي ما يعادل 40% تقريباً من ذروة الطلب على الكهرباء في الدولة، التي تبلغ نحو 15 ألف ميغاواط خلال أشهر الصيف الحارة، وهو ما يؤكد على الأهمية القصوى للطاقة النووية في تلبية ذروة الطلب على الطاقة، وتوفير الكهرباء الوفيرة والموثوقة.
أهداف
ومع التشغيل التجاري لثلاث من محطاتها الأربع، تنتج محطات براكة أكثر من 80% من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية في إمارة أبوظبي.ومع تشغيل محطاتها الأربع، ستوفر محطات براكة ما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء، وإنتاج ما يكفي من الكهرباء الصديقة للبيئة لإنارة ما يصل إلى 574 ألف منزل، إلى جانب المساهمة في تحقيق أهداف استراتيجية الدولة التي تهدف لأن تصبح من مصدري الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2030، وذلك من خلال استبدال استهلاك الغاز المحلي في إنتاج الكهرباء بالطاقة النووية، حيث ستوفر محطات براكة ما يصل إلى أربعة مليارات دولار من الغاز الطبيعي سنوياً، التي كانت تستخدم في إنتاج الكهرباء.
التغير المناخي
ويتناسب التوقيت الذي وضعته دولة الإمارات تماماً مع تحذيرات الخبراء المتتالية من تفاقم مخاطر ظاهرة التغير المناخي، وضرورة اعتماد الطاقة النووية كحل أساسي لهذه المعضلة.وفي هذا الإطار، حددت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ «آي بي سي سي» مساراتعدة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري المسببة للتغير المناخي، عبر الإبقاء على مستوى زيادة درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية في العقود المقبلة.وتتوقع الهيئة أنه بحلول منتصف القرن، سيأتي معظم الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية.
محطات براكة نموذج مرجعي لحلول مواجهة التغير المناخي
مع استعداد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP28» في دبي في نوفمبر المقبل، تعد محطات براكة نموذجاً مرجعياً وواقعياً للحلول الهادفة لمواجهة التغير المناخي، حيث تم تطوير المحطات في إطار استراتيجية طويلة المدى، تعتمد على الحقائق والبيانات، والتي بدأت نتائجها الإيجابية تبرز للعيان حالياً.وعند تشغيل محطاتها الأربع بالكامل، ستحد محطات براكة من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنوياً، بينما تشكل منصة للبحث والتطوير الخاصة بتقنيات الطاقة الصديقة للبيئة الأخرى، مثل الهيدروجين، ودعم نمو اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية.